الجمعة، 25 يناير 2013

في خرافات التحوير الوزاري



كله كذب وهزل لكنّ كلاً منا يسمع ما يرغب فيه فقط ويتجاهل الباقي
بول سايمون

كم بدا وجه المهرولين إلى الكراسي قبيحا في خضم كرنفال التحوير الوزاري الذي تزمع حركة النهضة القيام به, تحوير آو بمعنى أخر دعم أقوى حكومة في تاريخ البلاد بأقنان جدد يفلحون ارض السياسة الجدباء لفائدة سيدهم حتى يهل علينا موعد الانتخابات .
و كم بدا في الآن ذاته المشهد هزليا , أباطرة الطبقة السياسية و عتاة التبرج الإعلامي يحدثون الناس عن فضائل التحوير و مناقب القادمين الجدد إلى مباني الوزارات الشاهقة , أما الناس فبعد أن يقضي الواحد منهم يومه إما متسكعا بين المقاهي باحثا عن عمل أو لاهثا وراء دراهم معدودات ينتحي جانبا من بيته المتهالك يشاهد قادة الرأي , شيوخ الحوزات المتخونجة و المتعلمنة , و مثقفي العلف الابستيمولوجي و العبارة للمسيكني –رضى الله عنه –و كتبة خرافات التحول الديمقراطي و أصحاب اللحى الكثة و نظرائهم من أصحاب الوجوه الحليقة و أصحاب المنزلة بين المنزلتين و أترابهم من حوانيت المعارضة الباثولوجية و المغازات الحقوقية الفخمة و توابع هذه السفارة و أذناب تلك , كلهم بدون استثناء يقدمون صباح مساء وجبات دسمة من الحساء الديمقراطي المتعفن و غير المستساغ و يتميز بعضهم بالوجبات السريعة من قبيل شطائر الأمر بالمقلوب )نوع من الكسكروتات البرجوازية ( و النهي عن الهمبورغر معتمدين على كل أنواع رطانة القول و حلاوة المعنى , يقدمون أعلافا زهيدة الثمن حتى يستكين القطيع .
و لكن هل للقطيع استكانة , القطيع هو كل من شرب الدعاية حتى الثمالة كل من خدع بمقولة الثورة و لم يتب كل من مازال ينتظر شيئيا من هؤلاء , هؤلاء هم الذين امتلأوا بكل أسباب الرحيل , هؤلاء الذي يلعبون دور المنشار – طالع واكل نازل واكل- , هذا القطيع حتما قد استكان , أما الشعب فلا يستكين يبرز لهم من تحت الأرض هنا و هناك في بنقردان ,في سليانة حيث زغرد الرشاش طويلا دون جدوى , في قفصة حيث خرج المحرومون شاهرين سيوف الغضب ضد رأس المال المعولم , في تطاوين حيث قررت سواعد العمال إغلاق صنبور النفط الذي عن كمبرادورات النهب الاستعماري , كل هؤلاء يرسمون لوحة الاشتباك و العصيان و شعارها : حذاري من جوعي ومن غضبي إذا جعت آكل لحم مغتصبي
كفى كذبا , كفى ضحك على الأذقان , اللعبة انتهت و طائر الثورة المزعومة حط أخيرا في مدارج مشروع الشرق الأوسط الكبير تدثر برداء مشاريع الدمقرطة الخرقاء أما القطيع فمازال يجتر علف الانتقال حينا و مسكنات التحوير حينا آخر . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

;