كله كذب وهزل لكنّ كلاً منا يسمع ما يرغب فيه فقط ويتجاهل الباقي | |
بول سايمون | |
كم بدا وجه المهرولين إلى الكراسي قبيحا في خضم كرنفال التحوير الوزاري الذي تزمع حركة النهضة القيام به, تحوير آو بمعنى أخر دعم أقوى حكومة في تاريخ البلاد بأقنان جدد يفلحون ارض السياسة الجدباء لفائدة سيدهم حتى يهل علينا موعد الانتخابات . | |
و كم بدا في الآن ذاته المشهد هزليا , أباطرة الطبقة السياسية و عتاة التبرج الإعلامي يحدثون الناس عن فضائل التحوير و مناقب القادمين الجدد إلى مباني الوزارات الشاهقة , أما الناس فبعد أن يقضي الواحد منهم يومه إما متسكعا بين المقاهي باحثا عن عمل أو لاهثا وراء دراهم معدودات ينتحي جانبا من بيته المتهالك يشاهد قادة الرأي , شيوخ الحوزات المتخونجة و المتعلمنة , و مثقفي العلف الابستيمولوجي و العبارة للمسيكني –رضى الله عنه –و كتبة خرافات التحول الديمقراطي و أصحاب اللحى الكثة و نظرائهم من أصحاب الوجوه الحليقة و أصحاب المنزلة بين المنزلتين و أترابهم من حوانيت المعارضة الباثولوجية و المغازات الحقوقية الفخمة و توابع هذه السفارة و أذناب تلك , كلهم بدون استثناء يقدمون صباح مساء وجبات دسمة من الحساء الديمقراطي المتعفن و غير المستساغ و يتميز بعضهم بالوجبات السريعة من قبيل شطائر الأمر بالمقلوب )نوع من الكسكروتات البرجوازية ( و النهي عن الهمبورغر معتمدين على كل أنواع رطانة القول و حلاوة المعنى , يقدمون أعلافا زهيدة الثمن حتى يستكين القطيع . | |
و لكن هل للقطيع استكانة , القطيع هو كل من شرب الدعاية حتى الثمالة كل من خدع بمقولة الثورة و لم يتب كل من مازال ينتظر شيئيا من هؤلاء , هؤلاء هم الذين امتلأوا بكل أسباب الرحيل , هؤلاء الذي يلعبون دور المنشار – طالع واكل نازل واكل- , هذا القطيع حتما قد استكان , أما الشعب فلا يستكين يبرز لهم من تحت الأرض هنا و هناك في بنقردان ,في سليانة حيث زغرد الرشاش طويلا دون جدوى , في قفصة حيث خرج المحرومون شاهرين سيوف الغضب ضد رأس المال المعولم , في تطاوين حيث قررت سواعد العمال إغلاق صنبور النفط الذي عن كمبرادورات النهب الاستعماري , كل هؤلاء يرسمون لوحة الاشتباك و العصيان و شعارها : حذاري من جوعي ومن غضبي إذا جعت آكل لحم مغتصبي | |
كفى كذبا , كفى ضحك على الأذقان , اللعبة انتهت و طائر الثورة المزعومة حط أخيرا في مدارج مشروع الشرق الأوسط الكبير تدثر برداء مشاريع الدمقرطة الخرقاء أما القطيع فمازال يجتر علف الانتقال حينا و مسكنات التحوير حينا آخر . |
الجمعة، 25 يناير 2013
في خرافات التحوير الوزاري
Unknown
الجمعة، 25 يناير 2013
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
آخر المستجدات
- »مهدي بن غربية يطلب حمادي الجبالي بتقديم استقالته على الفور
- »عبد الرؤوف العيادي يقترح إدماج الجهاديين ضمن وزارة الدفاع من اجل حماية الوطن
- »حمّادي الجبالي يتعرّض لوعكة صحيّة
- »بن علي يدلي بحوار لموقع “Tunisie- secret” في ما يلي نصه :
- »عبد العزيز المزوغي: سياسة الحكومة.. سياسة سلفيين وروابط حماية ثورة
- »استقالة حمادي الجبالي واردة
- »هل ترحل دار «بيجو» عن تونس؟
- »قائد السبسي” “: قانون الاقصاء اجراء “اخرق” و من طرحه ليس له مستقبل..
- »بتهمة التخطيط لقلب نظام الحكم : إحالة 94 إماراتياً للمحاكمة
- »فتحي العيوني سيقاضي مدير الديوان الرئاسي عماد الدايمي
أرشيف المدونة
-
▼
2013
(20)
-
▼
يناير
(13)
- المفكر هشام جعيط لـ"الصباح" لا يمكن لأي فئة أو حزب...
- ماذا لو أُسقط حكم الاخوان؟
- أسرار خطيرة يكشفها د. الصحبي العمري ناشط سابق في ح...
- وهن السياسة و أوهام الساسة……
- رسالة السلاينية إلى جرحاها
- ويكيليكس يفجر "قنبلة" من العيار الثقيل
- التجمع الدستوري الديمقراطي يعود كما ولدته أمه الى ...
- برقو الحال على ما هو عليه سنة تلو الأخرى ...
- كتاب «الثورة المصادرة.. هل ينقذ رفاق البوعزيزي ثور...
- حكومة لقمان على حالها
- في خرافات التحوير الوزاري
- خفايا وأسباب تخلّص راشد الغنّوشي من القيادي صالح ك...
- أسرار انقلاب 8 نوفمبر و الجهاز العسكري لحركة النهضة
-
▼
يناير
(13)
مواقع صديقة
مواقع صديقة
آخر التعليقات
![](http://3.bp.blogspot.com/-d9nJiBrQQCA/UQPYhQUEbKI/AAAAAAAAAIQ/kSuW0UL2sMk/s260/541869_492469420791507_2046070771_n.jpg)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق